25 فبراير 2016

كتاب صوم يونان للاب متى المسكين

كتاب صوم يونان للاب متى المسكين


كتاب صوم يونان للاب متى المسكين

كتاب صوم يونان للاب متى المسكين



اهم الاقتباسات من كتاب : صوم يونان والصوم الكبير – الأب متى المسكين

فى قصة توبة أهل نينوى ينكشف لنا سر عجيب من أسرار أحكام الله، هو أن أحكامه ليست نهائية، ليست قضاًء مبرماً، بل هى أحكام قابلة للاستئناف والنقض والمراجعة، وما على الخاطىء إلا أن يترافع ويقدم توبة.
أوضح مثلين يؤكدان هذا المعنى نراهما أولاً فى توبة أخاب الملك، كنموذج لتوبة فردية، هذا الشخص الذى صار عنواناً للشر والخطية، ولكن عندما أمر الرب بإهلاكه، تاب أخاب قال الله لإيليا: أرأيت كيف اتضع أخاب أمامى؟”، وكانت النتيجة أن عفا الرب عن أخاب.
المثال الثانى هو رجوع الله عن دينونته وعقابه لنينوى وشعبها الوثنى كنموذج للتوبة الجماعية.
يجب أن تتغير ذهنيتنا عن مفهوم قضاء الله. لأننا كلما ضخمنا فى مفهوم صرامة الله، كلما قطعنا على أنفسنا خط الرجعة. فى مثل المسيح عن الوزنات، قال صاحب الوزنة الواحدة: “علمت أنك صارم”..هنا نحن أمام إنسان لا يؤمن برحمة الله، لا يصدق أن الله يمكن أن يقبل التوبة. لذلك عندما وضع هذا الشخص فى نفسه أن الله خصم قاسِ، لا يشفق ولا يرحم، عامله الله على هذا المبدأ. فنحن الذين نحدد طريقة معاملة الله لنا.
“فلما رأى الله أعمالهم أنهم رجعوا عن طريقهم الرديئة ندم على الشر الذى تكلم أن يصنعه بهم فلم يصنعه”. إنه حكم استئناف فى صالح نينوى، ولكن ما حدث لا ينم فقط عن رحمة الله أو محبته، ولكنه يظهر أن الله عنده إمكانية التراجع عن قضائه. فالخاطىء الذى وقع الحكم يعطيه الله مهلة ليصلح نفسه، فإذا استطاع أن يعمل أعمال توبة واتضاع، فإن الله يرفع غضبه ويتراجع عن حكمه. إذن تغيير الأمر ليس من ناحية الله، ولكنه يرجع بالأساس للإنسان. فلو لم تتضع نينوى لكانت قد انقلبت مثل سدوم، ولو لم يتضع أخاب لكان قد تم هلاكه فعلاً.